الرئيسيةمنوعات وخدمات

وزارة التضامن تطلق مبادرات مكثّفة لدعم 922 أسرة أولى بالرعاية في الفيوم

في ظل ما تشهده الدولة المصرية من جهود متواصلة لتعزيز الحماية الاجتماعية وتحقيق العدالة للفئات الأكثر احتياجًا، تواصل وزارة التضامن الاجتماعي دورها الريادي في دعم الأسر الأولى بالرعاية، لاسيما في القرى والمناطق الأكثر فقرًا. وفي إطار هذا النهج التنموي، شهدت محافظة الفيوم خلال شهر يوليو 2025 إطلاق سلسلة من المبادرات المكثّفة التي استهدفت 922 أسرة من الأسر الأولى بالرعاية، وذلك في تعاون مثمر بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني، وعلى رأسها جمعية الأورمان.

إعادة إعمار المنازل وتسليم أكشاك وقوافل طبية مجانية في الفيوم

لقد حملت هذه المبادرات بُعدًا إنسانيًا بالغ الأثر، حيث شملت إعادة إعمار المنازل، وتسليم أكشاك ضمن برنامج دعم مشروعات صغيرة 2025، بالإضافة إلى توفير قوافل طبية مجانية لخدمة الأهالي في المناطق النائية. وليس الهدف من هذه التدخلات مجرد تقديم مساعدات آنية، بل تمكين حقيقي للمواطن المصري البسيط، وتأهيله لحياة كريمة مستقرة.

ما يميز هذه المبادرات هو خروجها من نطاق التصريحات الرسمية إلى حيز التنفيذ الفعلي. لم تقتصر الجهود على توزيع بعض المساعدات أو إطلاق حملات موسمية، بل شملت خططًا متكاملة لتحسين الحياة اليومية للمواطنين في محافظة الفيوم، وهي من المحافظات التي تعاني منذ سنوات من ارتفاع معدلات الفقر ونقص الخدمات.

توزيع الأكشاك، على سبيل المثال، لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد دراسات ميدانية وحصر فعلي للحالات التي تستحق. فقد تم تسليم922 أكشاك لعدد من السيدات الأرامل والأسر التي فقدت عائلها، كوسيلة لإطلاق مشروع صغير يدر دخلًا مستقرًا، ويعيد للأسر القدرة على إعالة نفسها بكرامة واستقلال،وتوصيل عداد الكهرباء إلى الأسر الأولى بالرعاية بقرى ونجوع ومراكز محافظة الفيوم وذلك على مدار أكثر من عشرة سنوات.

قال اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن تسليم الأكشاك تعمل على تحسين حياة مئات الأسر بالفيوم وتحويلها من أسر أولى بالرعاية إلى أسر منتجة ومشاركة فى نمو الناتج القومى لمحافظتنا العظيمة مما سيغير من وجه الاقتصاد المصرى، وذلك لأنه يوفر فرصة عمل حقيقة للأرامل والمطلقات وأصحاب الهمم، مؤكدًا على حرص وزارة التضامن الاجتماعى على دعم الغير القادرين، وتقديم لهم أوجه الرعاية والحماية الاجتماعية والصحية والعديد من الخدمات والتدخلات الأخرى.ر

أحد أبرز المحاور التي لاقت ترحيبًا شعبيًا واسعًا، كان ملف إعادة إعمار المنازل في الفيوم. فقد تم ترميم وإعادة بناء عشرات المنازل المتداعية التي لم تكن تصلح للمعيشة الآدمية، حيث عانت العديد من الأسر من الأسطح المتآكلة، والجدران غير المؤهلة، والمرافق التالفة.

وبفضل التعاون بين وزارة التضامن الاجتماعي والجمعيات الشريكة، تم تحويل تلك المنازل إلى مساكن مؤهلة بالكامل، مجهزة بالأبواب والنوافذ والكهرباء والصرف، مما أتاح لأسر بأكملها بداية جديدة في بيئة صحية وآمنة.

ضمن المبادرات المتكاملة التي شهدتها الفيوم، أطلقت الوزارة بالتنسيق مع وزارة الصحة قوافل طبية مجانية الفيوم، والتي جابت عددًا من القرى والنجوع البعيدة، مقدمة خدمات الكشف المجاني في تخصصات متنوعة، شملت: الأطفال، الباطنة، الأسنان، الرمد، بالإضافة إلى خدمات التحاليل والأشعة وصرف الأدوية.

وقد مثلت هذه القوافل فرصة ذهبية للمواطنين الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف العلاج، أو الوصول إلى المستشفيات البعيدة. وشهدت القوافل إقبالًا كثيفًا من الأهالي، ونتج عنها اكتشاف العديد من الحالات المرضية التي تم تحويلها للعلاج الفوري بالمستشفيات العامة. وذلك بالتنسيق وزارة التضامن الاجتماعي مع جمعية الأورمان

لم تغفل المبادرات عن تقديم الدعم الفوري المباشر، فقد شملت الحملة توزيع مواد غذائية أساسية، ومبالغ نقدية طارئة، وأجهزة تعويضية لذوي الاحتياجات الخاصة. كما تم توفير أدوات كهربائية لعدد من العرائس اليتيمات، ضمن مبادرة “فرحة يتيمة” التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع الجهات الأهلية.

هذا النوع من الدعم لا يُعتبر مجرد مساعدة، بل خطوة نحو تعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي للفئات المهمشة، التي غالبًا ما تكون في أمسّ الحاجة إلى دفعة صغيرة تمكنها من استعادة توازنها.

أكثر ما يلمس القلب في هذه المبادرات، هو شهادات الأهالي الذين عبّروا عن امتنانهم الكبير لهذا التحرك الفعلي. تقول سيدة في الخمسينات من عمرها، وهي من قرية “دار السلام” في مركز إبشواي:

“كنت بشتغل كل يوم باليومية عشان أأكل ولادي، ولما استلمت الكشك، حسّيت إن ربنا استجاب لدعوتي، وبقيت بشتغل لحسابي.”

هذه المبادرات لا تقتصر على الحلول المؤقتة، بل تهدف إلى إعادة بناء حياة كاملة ..حياة كريمة لأسر حرمت من أساسيات المعيشة لسنوات. عندما تُمنَح الأسرة فرصة لامتلاك مصدر رزق ثابت، أو تعيش في منزل صحي، أو تتلقى علاجًا مجانيًا، فإننا لا نتحدث فقط عن دعم اجتماعي، بل عن استثمار في المستقبل.

اقرأ أيضًا:وزارة التعليم تصرح خبر عن نتيجة الثانوية العامة 2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى